القائد النخالة يتحدث عن أهم المحطات التي أثرت في مسيرته الوطنية

تحدث الأخ القائد زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في الحلقة الثانية من برنامج ” المقابلة” التي بثتها قناة الجزيرة ، مساء الأحد 30 أكتوبر 2022، عن نشأته في عائلة من مدينة غزة، وعن عمل والده كموظف إداري في مدرسة، وعن استشهاد والده على يد قوات الاحتلال الصهيوني عام 1956م.

وأوضح القائد النخالة أنه يذكر جيداً حادثة اعتقال والده الحاج رشدي النخالة من قبل قوات الاحتلال التي قامت بقتله، وأن هذا المشهد وغيره من المشاهد المروعة، يرافقه طوال الوقت.

وأشار إلى أن هذا المشهد أثر فيه وجعله أكثر قرباً واهتماماً بعوائل الشهداء فهم الأقرب إلى قلبه.

وبيّن القائد النخالة أنه لا ينسى أبداً مشهد والدته التي كانت تبكي والده بعد استشهاده.

وشدد على أن الاحتلال هم مجموعة من القتلة الذين اغتصبوا فلسطين وطردوا شعبها وقتلوا واعتقلوا…

أكد القائد النخالة أنه لا خيار أمام شعبنا إلا الاستمرار في القتال، فنحن ندافع عن ديننا وأرضنا، مشدداً على أننا ندافع عن كل القيم الإنسانية.

وتطرق القائد النخالة في حديثه ضمن برنامج ” المقابلة” إلى ضرورة التمسك بخطاب الحض على القتال والجهاد، داعياً إلى عدم مغادرة هذا الخطاب مستشهداً بالآية القرآنية “وحرض المؤمنين على القتال”.

وقال إن الخطاب القرآني حض على القتال في موطن الاستضعاف، وانتقد الخطاب الذي يستشهد بصلح الحديبية في ظل تصاعد القتل والعدوان الصهيوني.

وبالعودة للحديث عن سيرة القائد النخالة أوضح أنه عاش بعد استشهاده والده في بيت جده، وأنه التحق بمعهد الأمل الذي كان مخصصاً في ذلك الوقت لأبناء الشهداء.

وتحدث عن طفولته ودراسته والتحاقه بمعهد الأمل الذي تعلم فيه الانضباط وكانت تجربة غنية تعلمت فيها الاعتماد على النفس، والعلاقات الاجتماعية والانسانية.

في صفوف قوات التحرير

وكشف القائد النخالة عن أن الروح الوطنية والقتالية تشكلت في وعيه منذ وقت مبكر، وأنه انضم إلى قوات التحرير الشعبية التي كان يقودها في ذلك الوقت زياد الحسيني، مشيراً إلى أن الحسيني تربطه صلة قرابة مع والدته.

وزاد القائد النخالة بأنه مكث في صفوف قوات التحرير الشعبية عاماً واحداً قبل اعتقاله.

وعن اعتقاله في سجون الاحتلال، قال القائد النخالة إنه اعتقل في العام 1971 لأول مرة على خلفية القاء قنابل على قوات العدو في قطاع غزة.

وأضاف قوات الاحتلال حكمت عليَّ بالسجن المؤبد، وكانت بمثابة وسام كبير للشباب الفلسطيني.

تجربة السجن

وتحدث القائد النخالة محطات من حياته في سجون الاحتلال التي كان من بينها مروره على سجن بيت ليد، وعند هذه المحطة استذكر عملية ” بيت ليد” التي تعتبر واحدة من أهم العمليات التي نفذتها حركة الجهاد الإسلامي في العام 1995 ونفذها الاستشهاديان أنور سكر وصلاح شاكر.

وأكمل قائلاً: “من أوائل الأشخاص الذين التقيت بهم خلال فترة الاعتقال القيادي في فتح جبريل الرجوب.

واستعرض القائد النخالة مرحلة تشكل فكرة علاقة الإسلاميين بالمقاومة في فلسطين، وقال: “إن الحالة العامة لقوات التحرير كانت دينية على عكس التيارات الأخرى العلمانية”.

وعن أهم القراءات الفكرية للقائد النخالة داخل سجون الاحتلال قراءته لمجموعة كتب سيد قطب ومن بينها تفسير ” في ظلال القرآن”، وأشار إلى أن كتابات سيد قطب كانت تحريضية، وتمنحك قدراً كبيراً من المعرفة والحقيقة وجعلتني أرى العالم بطريقة مختلفة.

ومن بين المحطات المهمة التي عاشها القائد النخالة داخل سجون الاحتلال كانت لدى انتقاله إلى سجن بئر السبع الذي كان يضم جسماً وطنياً كبيراً نحو 350 عضواً ولها قيادة، وتحدث عن انضمامه في تلك البنية التي كانت صبغتها دينية.

ولفت القائد النخالة إلى أن فترة ما بعد العام 73 بدأ يتبلور تشكيل تيار إسلامي داخل السجن.

وتطرق لاتصالهم في تلك الفترة بجماعة الاخوان المسلمين، ومع الشيخ أحمد ياسين تحديداً، وتم تشكيل أول مجموعة تتواصل مع الإخوان المسلمين في قطاع غزة.

وعن دور جماعة الاخوان المسلمين في ذلك الوقت، قال القائد النخالة: “إن تلك الفترة شهدت تدافع كبير داخل السجون”، وتابع تشكلت مجموعة واستفادت من التواصل مع الاخوان المسلمين وأدخلوا لنا كتب إسلامية وغير ذلك.

وأشار إلى أنهم على المستوى الفكري في نفس المدرسة، لكنه انتقد حالة الانغلاق التي كانت واحدة من الأخطاء التي مارستها جماعة الاخوان المسلمين.

وبيّن أن تلك الفترة شهدت نقاشات عميقة داخل السجون وخارجها.

وانتقل القائد النخالة للحديث عن انتصار الثورة الإسلامية في إيران وأثر ذلك على الحركة الإسلامية وما حمله انتصار الثورة الإسلامية من دلالات كبيرة.

وعن بداية العلاقة مع الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله، بيّن القائد النخالة أن الدكتور فتحي الشقاقي تحوّل إلى عنوان إسلامي كبير يتحدث عن القضية الفلسطينية، وهذا جعلنا نسارع إلى التواصل معه، ومنذ عودته إلى قطاع غزة انتظمنا معه وانتمينا للتيار الذي أسسه.

وتحدث القائد النخالة عن ملامح شخصية الدكتور فتحي الشقاقي وقوة تأثيره الفكري والسياسي والأيديولوجي، وأنه جاء للقضية الفلسطينية برؤية إسلامية .

وبيّن أن الشقاقي كان ينظر إلى الثورة الإسلامية باعتبارها نقطة خلاص بغض النظر عن البعد العقائدي.

وعن تأسيس حركة الجهاد الإسلامي، أوضح أنه في العام 1981 تشكلت مجموعة من الطلبة المؤيدين للتيار الإسلامي، وقرروا أن يكون هذا التيار مندمجاً مع حالة المقاومة.

وكشف أن تلك المجموعة ضمت الدكتور فتحي الشقاقي والشيخ عبد العزيز عودة والدكتور رمضان شلّح وآخرين.

وكشف القائد النخالة أنه جرى تمييز حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بهذا الاسم والوصف، حتى تتميز عن المسميات التي برزت في ذلك الوقت خارج فلسطين.

وأجاب القائد النخالة على سؤال الإعلامي علي الظفيري إذا ما كان يتوقع أن يخرج من السجن، أجاب: القائد النخالة أنه لم يكن يتوقع الإفراج عنه، و أنه بنى حياته على أساس أنه سجين وأنه سيبقى في السجن إلى الأبد وتعاطى مع حياته على هذا الأساس.

وقال: ” إن الأسير ينتقل من الحياة العادية إلى حياة السجن”.

وأكد القائد النخالة أن تمكن المقاومة من أسر جنود لمبادلتهم بالأسرى هي منحة من الله عز وجل.

وعبر عن شعوره بالأسف كون عمليات التبادل قليلة، مشيراً أن تلك العمليات تنطوي على معاناة كبيرة، مشدداً على أن هذا العمل مسؤولية كبيرة، وقد يكون الواقع والوضع لم يتح فرصاً كثيرة في هذا الأمر.

وبالعودة للحديث عن تأثر الحركة بانتصار الثورة الإسلامية في إيران وعلاقة حركة الجهاد بالثورة الإيرانية، شدد القائد النخالة أن الحركة تأثرت بالمسار السياسي للثورة، ولم ننظر للجانب المذهبي، مؤكداً أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين هي حركة إسلامية سنية، وأن هذه هي هوية الحركة التي تبرزها كل أدبيات الحركة ولوائحها.

وأكد القائد أن لوائح الحركة لا تقبل بين أعضائها من يخالف هذه اللوائح، نافياً بذلك كل التهم والشائعات حول هوية الحركة، ووصف تلك التهم والاشاعات بأنها كانت في وقتٍ ما النتائج السلبية لحالة التنافس الحزبي.

وأجاب القائد النخالة على سؤال الإعلامي علي الظفيري عن تبادل الأسرى في العام 1985، كاشفاً أنه كان رئيساً للجنة عسقلان التي فاوضت على إتمام الإجراءات والأمور الفنية المتعلقة بالصفقة التي تمت بين الجبهة الشعبية” القيادة العامة” والاحتلال.

وأكد القائد النخالة أن المعركة مع العدو هي معركة طويلة وفيها تضحيات كبيرة.

وتحدث القائد النخالة عن قضية الأسرى في سجون العدو، قائلاً: “إننا نشعر بالمسؤولية على مدار الوقت تجاه الأسرى، وأننا نعمل بكل جهد وقد يكون هناك تقصير في هذا الجانب.

وكشف القائد النخالة أن عملية ” انتزاع الحرية” من سجن جلبوع أديرت من الداخل وبالتحديد من المجموعة التي أدارات ونفذت العملية من داخل السجن.

وعن تفاصيل العملية، قال القائد النخالة:” إن الرواية التي وصلتنا من الأخوة أنهم اضطروا للخروج قبل يوم واحد من الموعد المحدد لأنهم قدروا أن العدو من الممكن أن يكشف النفق وخطة الهروب وكانت عندهم خشية كبيرة من فشل العملية قبل الخروج، فاضطروا لتغيير الخطة الأمر الذي أدى إلى ارباك البرنامج المخطط بكامله، وكان مقرراً أن ينتظرهم شخص وينقلهم لكن ذلك لم يتم بسبب تقديم موعد التنفيذ. 

وعن شعوره لدى اعتقال أفراد الخلية التي تمكنت من كسر تحصينات سجن جلبوع، وصف القائد النخالة ذلك الشعور بالقول: ” كأننا اعتقلنا جميعاً عندما تم إعادة اعتقال أسرى نفق جلبوع الأبطال.

المهام القيادية بعد الأسر

وبالعودة إلى السيرة الجهادية للقائد النخالة، كشف أنه كان مسؤولاً لقوات التحرير الشعبية داخل السجن منذ العام 76 وحتى خروجه من السجن.

وبعيد تحرر القائد النخالة من السجن وتحمل مباشرة مسؤولية العديد من المهام الجهادية الوطنية، وانخرط في المهام والواجبات التنظيمية وتولى دوراً قيادياً استناداً لدوره وتواصله مع الدكتور فتحي الشقاقي أثناء فترة الاعتقال ومنذ تأسيس الحركة.

ومن بين المهام التي كلف بها القائد النخالة في ذلك الوقت تشكيل مجموعات عسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، رغم ندرة السلاح في ذلك الوقت.

تحدث القائد النخالة عن تمكن ستة من أسرى حركة الجهاد الإسلامي من التحرر من سجن غزة المركزي عام 1985.

وكان للقائد النخالة شرف استقبالهم واحتضانهم مباشرة وتابع شخصياً ملف هؤلاء الاخوة الذين استشهد ثلاثة منهم في عمليات قتال العدو داخل قطاع غزة.

ولفت إلى أن هؤلاء الاخوة انخرطوا في عمل عسكري مسلح وبشكل واسع وبشجاعة منقطعة النظير.

وبيّن القائد النخالة أن هؤلاء الأخوة شاركوا (إلى جانب أخوة آخرين)، في تنفيذ عمليات عسكرية كبيرة استهدفت قادة وجنود جيش الاحتلال في قطاع غزة، واستشهدوا في معركة الشجاعية.

وأكد القائد أن عملية الهروب من سجن غزة المركزية قادت إلى إشعال الانتفاضة الشعبية عام 1987، مشدداً على أن حركة الجهاد الإسلامي كانت العنوان الأكبر في الانتفاضة، حتى أن كُتاباً إسرائيليين كتبوا عن ذلك وقالوا إن من حق الجهاد أن تتباهى بكونها من دحرجت صخرة الانتفاضة، وهناك تقارير إعلامية وأمنية وسياسية تتحدث عن هذا التاريخ.

قرار الابعاد

وعن قرار العدو إبعاده من قطاع غزة، أرجع القائد سبب القرار إلى لقائه مع مندوب الأمين العام للأمم المتحدة الذي حضر للقاء ممثلي القوى الفلسطينية في ذلك الوقت،

واستعرض القائد النخالة ملابسات ذلك اللقاء مع مندوب الأمم المتحدة، واعتبر أن ذلك القبول بذلك اللقاء من الممكن أن يكون خطأ، لكنه برر قبول اللقاء بالقول إنهم شعروا أن اللقاء كان مهماً للحركة التي كانت تقود عملاً كبيراً في مقاومة الاحتلال وإشعال انتفاضة 87.

وأشار القائد النخالة إلى أن المندوب الأممي خرج بعد اللقاء ليعلن أنه التقى بممثل حركة الجهاد الإسلامي، الأمر الذي أثار انتباه مخابرات الاحتلال، التي –وفق تقديره- لم تكن تعلم هوية ممثل الحركة الذي التقاه المندوب الأممي.

وتابع إفادته بالقول إن قوات الاحتلال قامت باعتقاله من بيته في شهر إبريل 88، وفور اعتقاله سلمته قرار الإبعاد، الذي تزامن مع قرار إبعاد مماثل للدكتور فتحي الشقاقي الذي كان يقضي حكماً بالسجن لمدة 4 سنوات، لكن أجهزة الاحتلال رأت فيه شخصاً خطيراً وأنه يوجه ويقود أعمال الانتفاضة من داخل السجن.

وأضاف بأن الدكتور فتحي الشقاقي كان شخصية قوية ومميزة وله تأثير كبير.

وكشف القائد النخالة أنه التقى مع الدكتور فتحي الشقاقي في تلك الأثناء لمدة يومين متتاليين داخل غرفة واحدة قبل الإبعاد، وأن الدكتور فتحي الشقاقي أبلغه في ذلك الوقت أن قرار الإبعاد سيكون فرصة تاريخية وأنه سيعمل مباشرة على تشكيل جسم تنظيمي لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان.

عن

شاهد أيضاً

نص الجزء الأول من حوار “حياة واشنطن” مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد المجاهد زياد نخالة

“حياة واشنطن”: كيف ترى تصاعد الاستفزازات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى، وتوالي انتهاكات الاحتلال من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *